التخطي إلى المحتوى
عضو «كبار العلماء»: الإمام الشافعي أثبت أن كُتب التراث ليست مقدسة وكان «سابق عصره» – تحقيقات وملفات


قال الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإمام الشافعى دائماً ما كان يحرص على التجديد فى بعض المسائل الفقهية التى تتناسب مع العصر الذى يعيش به دون مخالفة للقرآن الكريم أو السنة النبوية، فضلاً عن أنه كان يدرس آراء كبار العلماء فى عصره قبل إبداء رأيه فى مسائل فقهية.

وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال حواره لـ«الوطن»، أن الإمام الشافعى دائماً ما كان يبحث عن حلول للمسائل الشخصية، وكان يميل إلى الوسطية والاعتدال فى الرأى،

وإلى نص الحوار:

د. محمود مهنا: جدّد اجتهاده عندالمجيء إلى مصر بما يتناسب مع أحوال عصره

كيف كانت نشأة الإمام الشافعى؟

– الإمام الشافعى وُلد فى بلاد الشام سنة 150هـ، ويلتقى مع النبى محمد فى النسب عند جدهما عبد مناف، و«الشافعى» كان يحفظ مئات الكتب عندما تتلمذ على يد الإمام مالك -رضى الله عنه- حتى صار علماً فى الأمور الفقهية، وذلك لأنه حفظ القرآن الكريم فى سن سبع سنوات، ثم اتجه إلى حفظ الحديث النبوى، فحفظ موطَّأ الإمام مالك فى سن العاشرة، مما يدل على ذكائه الشديد وقوة حفظه غير الطبيعية.

هل اختلف مع آراء الإمام مالك الفقهية؟

– الشافعى حرص على تغيّر الاجتهاد بتغيّر الأحوال والبلاد، وذلك من خلال تجديد بعض الآراء الفقهية فى العديد من القضايا الدينية والدنيوية فيما لا يتعارض مع القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وقد اختلف مع مُعلمه الإمام مالك -رحمه الله عليه- فى بعض المسائل الدينية، حيث إن الشافعى عندما يختلف فى بعض الأمور مع أنصار الإمام مالك، كان يقول لهم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولون قولَ مالك، فيرد الشافعى: «إن مالكاً آدمى قد يخطئ ويغلط».

تعايشه داخل مجتمعات متنوعة ساعده على الثراء الفقهي.. والتعرف على ثقافات الشعوب

هل كُتب التراث وآراء الصحابة والتابعين مقدسة؟

– الشافعى جدد العديد من الأفكار الفقهية عند مجيئه إلى مصر بما يتناسب مع أحوال المسلمين فى عصره، وذلك لأن كتب التراث وأفكار البعض من الصحابة أو التابعين ليست مقدسة مثلما يعتقد البعض، بل يُؤخذ منها ويرد عليها بالدلائل طالما لم تخالف الشرع الحنيف، موضحاً أن الشافعى سافر إلى العديد من الدول العربية والإسلامية ومنها بغداد ومصر ومكة واليمن، وهذه الزيارات والرحلات بين مجتمعات متنوعة ساعدته على الثراء الفقهى والتعرف على ثقافات الشعوب العربية والإسلامية مما كان له أثر على آرائه الفقهية.

لماذا كان لا ينام طوال الليل؟

– الشافعى استمر لمدة أربعين عاماً يصلى صلاة الفجر بوضوء صلاة العشاء، وهو الأمر الذى يُثبت أنه كان يسهر طوال الليل فى دراسة القضايا الفقهية المستحدثة على المسلمين ويجتهد اجتهاداً كبيراً لكى يصل إلى الصواب فى الرأى الصحيح، فضلاً عن أنه كان جرىء الرأى فى الأمور الفقهية ولا يخاف من الحق مهما كلفه الأمر، وينطبق عليه حديث النبى محمد: «يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها».

هل سبق «الشافعى» عصره؟

– الإمام الشافعى حرص على إدخال العديد من العلوم لمساعدة علم الحديث، حيث أدخل الشعر واللغة فى علم الحديث وهو الأمر الذى لم يفعله أحد من العلماء قبله، فضلاً عن أنه كان يحب المناظرات مع علماء المسلمين ليصل إلى أفضل رأى فقهى يُسهل على المسلمين أمور حياتهم، فالشافعى كان يسبق كل علماء المسلمين فى عصره ويتميز عنهم، وهذا الأمر دليل على أنه كان من سلالة النبى محمد، حيث كان يقول: «ما جادلت عالماً إلا وغلبته وما جادلت جاهلاً إلا وغلبنى».

شاعر فصيح

 كان شاعراً فصحياً، لأنه ارتحل إلى البادية عندما كان صغيراً، وتعلم الفصاحة من قبيلة «هذيل» والتى تُعتبر من أفصح القبائل العربية قديماً، فضلاً عن أن شعره كان أغلبه يدعو إلى الله من خلاله ويندم على فعل المعاصى والذنوب، ولم يكن يَقصد منه الربح أو التقربَ إلى أصحاب المال أو السلطان.

 





جريدة الوطن

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *